Monday, June 25, 2018

قالوا عن الكومفرت زوون

في حياة كل واحد مننا منطقة أمان أو كما يطلق عليها في حياة كل واحد مننا منطقة أمان أو كما يطلق عليها
(كومفرت زوون)، وهو كل مكان، شخص، موقف، حالة عامة بنشعر فيها بالأمان

مع صعوبة الحياة وإختياراتها واللي بقينا بنتعرض ليها في سن صغير أوي، كتير مننا بيقرر يتمرد و يخرج بره منطقة الأمان دي ويستكشف العالم من حواليه، في اللي عمل كده من خلال إستقلاليته عن أهله والإستقلالية مش معناها بس إنه ميبقاش عايش معاهم في نفس المكان، بس الإستقلال ممكن يبقى معنوي أو نفسي بمعنى إنه ميحسش إنه مسئول منهم تاني، ولا مصيره مربوط بيهم

في اللي عمل كده من خلال إنه بدأ يكون صداقات جديدة بعيداً عن الدايرة اللي إتربى وسطها ومكانش بيتعامل مع باقي الناس إلا من خلالها، في الحالة دي دايماً الشخص بيدور على أصحاب يكونوا مختلفين تماماً عن أصحابه اللي كبر معاهم، وبينطلق جداً مع أصحابه الجداد وبينفتح على الناس بشكل عام
في كمان اللي بينهي علاقة  طويلة كانت بالنسباله هي الشباك اللي بيشوف وبيتعامل مع كل شيء في الحياة من خلاله، وبيكتشف إنه ميعرفش أي حاجة عن الدنيا لوحده من غير شريكه، في اللي بيغير الأماكن اللي كان متعود يروحها والأنشطة اللي كان بيعملها.

في ناس كمان بتغير من شكلها الخارجي، طريقة اللبس، قصة أو لون الشعر، الهيئة العامة، طريقة الكلام، وحاجات زي كده كتير

المرحلة دي طبيعية وتقريباً مفيش حد ممرش بيها ومفيش فيها مشكلة، الأزمة بتبدأ عند لحظة أول مشكلة كبيرة بتتعرضلها وإنت بره منطقة الأمان بتاعتك، ردود الأفعال ساعتها بتبقى حاجة من تلاتة، يا بتلعن اليوم اللي قررت فيه تخرج بره منطقة الأمان دي وإن ده سبب المشكلة اللي حصلتلك، وأنا لو كنت زي ما أنا مكانش جرالي حاجة، وبيسيطر عليك إحساس الندم ده وبيخليك ترجع تتقوقع جوه منطقة الأمان دي ومتخرجش منها أبداً، وفي اللي على العكس بيشوف إن اللي حصله ده عشان هو كان حابس نفسه جوه منطقة الأمان دي كتير، ومعرفش يشوف الدنيا اللي بره من بدري ودي كانت النتيجة، وبيقرر إنه يبعد أكتر عن كل حاجة ممكن تربطه أو ترجعه ليها تاني، في بقى رد الفعل العقلاني اللي قليلين جداً اللي بيوصلوله من أول مرة وهو إن الشخص بيهدي شوية، مبيرجعش يتقوقع ولا لا بينطلق من غير ما يفكر،بس بيبدأ يفلتر الدنيا من حواليه، ويعرف هو عايز إيه ومش عايز إيه، وبيعتبر إن دي كانت فرصه تفرمله شوية وتعرفه هو رايح فين.

لا كل اللي في ال(كومفرت زوون) وحش ولا كل اللي براها حلو والعكس، الحلو ليك ممكن يكون وحش لغيرك، والأمان اللي إنت بتلاقيه في حاجة أو مكان ممكن يبقى منتهى عدم الأمان لشخص تاني، دي حاجة نسبية جداً وبتختلف من شخص للتاني، المهم إنك متقطعش اللي بينك وبين الناس والمكان اللي بتحس فيه بالأمان، عشان لما الدنيا تضيق عليك تلقالك مكان ترجعله، ولا تحبس نفسك في قوقعة  هتتحول مع الوقت لسجن هتعيش طول عمرك محبوس فيه.



Tuesday, March 20, 2018

روح للناس يا حب

  "حب خلي الناس تحب، روح للناس يا حب"
وأنا بسمع الأغنية دي بالصدفة كده، وبالذات في الحتتين الإنجليزي والفرنساوي اللي " يسرا" بتغنيهم  ورا بعض دول، حضرني سؤال مفاجيء كده

هو الحب هو غاية ولا وسيلة؟

 يعني هل السعادة  في إننا نلاقي الحب، ولا الحب هو الوسيلة عشان نوصل للسعادة ؟؟ 


بصراحة في الأول _اللي هو زمان يعني وأنا صغيرة_  كنت فاكرة إن الحب هو اللي بيجيب السعادة، نقف هنا ثانية،  الحب بأشكاله الكتير عشان فيه ناس مبتشوفش في الحب غير بتاع الجواز وبس، وده منتهى الغباء والظلم بس مش موضوعنا، المهم نرجع ليا،  في حالتي أنا بقى كان حب الناس ساعتها هو المقياس بتاعي، بمعنى إني كنت متخيلة  إن لما كل الناس هتحبني _من غير نفاق لا مني ولا منهم_ أنا هبقى سعيدة، فضلت كتير بصراحة فاكرة كده لحد ما صحيت في يوم بصيت لروحي فجأة ونزلت دمعتي، لأني لقيت إنه الحمد لله أنا عندي قدر كويس من حب الناس بس أنا مش سعيدة، بالعكس أنا مهمومة.

ساعتها إكتشفت إن أنواع الحب بتختلف، يعني الحب اللي إنت بتبقى محتاجه غير الحب اللي الحب اللي الناس قادرة تقدمهولك، غير بقى النوع اللي الناس مستنياه منك، غير برضه اللي إنت هتبقى قادر تقدمه وهكذا، هي طلعت دايرة حلزونية مريبة الحقيقة.

لقيت كمان إن الحب ينفع يبقى وسيلة وغاية في نفس الوقت على حسب إنت محتاج إيه
الحب وسيلة، وسيلة لفهم نفسك ومعرفة نواقصك وإحتياجاتك، لأن الحب بكل أشكاله بيظهر أفضل وأسوأ جوانبك واللي في أوقات كتيرة مبتكونش إنت شخصياً عارفها، لأن عمرها ما ظهرت، جوانب زي تضحية وحكمة، أو أنانية وتهور وغيرة وإنتقام              
الحب وسيلة، بتساعدك إنك تحط إيدك على مكان وجعك اللي عمرك ما شفته
الحب وسيلة، عشان بيخليك تزعل وتُحبط، وبعدها ترجع أقوى مليون مرة
الحب وسيلة عشان  تتعلم من نفسك قبل ما تتعلم من اللي حواليك

الحب كمان ممكن يبقى غاية
الحب غاية لأي حد نفسه يحس بالسلام في وسط الزحمة دي
الحب غاية لحياة كلها صراعات ومشاكل
والحب غاية لحد عايز يحس إنه عايش بجد، مش شوية أيام بيقضيها وهيمشي


وبعيد عن الغاية والوسيلة، الحب مراية بتعكسك على حقيقتك بالضبط، الحب هو أقوى ضعف في حياتنا، وعشان كده صدقت الست يسرا لما قالت "والله ما لينا غيره" .



Sunday, December 17, 2017

لماذا أحببت الوحدة ؟


عنوان غريب، لم يخطر ببالي قط أنني سأكتب يوماً ما عن مدح الوحدة
أنا المحاطة دوماً بزحام من بشر، أحداث، أفكار ومفاجآت تجعل حياتي شبيهة بأفلام الحركة الأمريكية، إيقاعها سريع وأحداثها غير متوقعة. 
لأسباب لا مجال ولا طاقة لي لسردها، أصبحت وحدي.
لا أعلم حقاً هل أٌجُبرت على ذلك أم كان إختياري، لكن ما أعرفه  هو أن الظروف دفعتني لذلك وأنني إستسلمت لها دون أدنى مقاومة.

قبل أن أسرد أسبابي لحب الوحدة، أريد فقط أن أعيد تعريف معنى الوحدة من وجهة نظري . الوحدة ليست أن تكون في مكان معزولٍ عن أي إتصال بالعالم الخارجي ومن فيه.

بل على العكس، يمكنك أن تكون المحرك الأول للأحداث من حولك  ومركز إهتمام الجميع ومحط أنظارهم  ومع ذلك  تشعر أنك وحيداً، لأنك لا تقوى على البوح بما تشعر به حقاً، على مشاركة ضعفك وخوفك، عن التذمر والشكوى من ما يستحق أو ما لا يستحق،  على مشاركة ما تحلم به، أو ما يشعر به قلبك، وما يمس روحك ويوجعها.

تقوقع داخل ذاتك، ليدور عالمك حولك فقط. تصبح أنت مركز العالم وعاصمته  وحدوده
لو لم أسيطر على نفسي في تلك اللحظة قد لا أتوقف عن الكتابة عن تعريفي للوحدة، لكنني سأرغم نفسي عن التوقف الآن والعودة
للسؤال الذي  قررت أن أكتب من أجله.

   
لماذا أحببت الوحدة؟

أتاحت لي الوحدة أن أرى كل شيء حولي  بهدوء، بدون ضجيج، مؤثرات أو ضغوط خارجية أو آراء
أن أرى جميع من حولي على هيئتهم الحقيقية، بدون أقنعة تخفي نوايا أنفسهم 
قرأت يوماً أنك كي ترى أي عمل فني كلوحة أو صورة  أو عمل نحتي بشكل أفضل لابد وأن تبتعد عنه كي تلتقط عيناك جميع التفاصل بشكل أشمل لأنك كلما إقتربت ستتوه عنك بعض التفاصيل لصالح أخرى، لأن العين البشرية لا ترى أكثر من زاوية في وقتٍ واحد، هذا بالضبط ما أتاحته لي الوحدة. رأيت حياتي بما ومن فيها بشكل أشمل لم تكن لتتاح لي الفرصة أن أراه وأنا داخل عالمي
رأيت أحزاني، مخاوفي، ضعفي، إحباطاتي، ومن كان سبباً فيها، رأيتهم جميعاً . أصغر مما بدوا عندما هاجموني. لأنني أنظر من بعيد أرى كل شيء أصغر مما رأيته قبلاً.
صادقت نفسي أكثر من أي وقت مضى ، ربما لأنه لم يكن لي سواها، هي أيضاً الرفيق الوحيد الذي لن يرحل عني في تلك الدنيا حيث الكل راحل.
ولأن صديقك من صدقك، كنت صادقة مع نفسي في كل شيء،لأ
نني إذا لم أُصُدقها لن أُصُدق أحداً
أحسست بكل ما منعني الزحام أن أشعر به، أحسست بكل شيء حد الإمتلاء
 يمتن الإنسان  لمن شاركه أو ساعده في عبور محنة
، أو موقف صعب. ويشعر بالأمان لوجود هذا الشخص في حياته، فمابالك إذا كان هذا الشخص هو انت
أنت من يشعرك بالأمان ومن تشعر نحوه بالأمتنان، أنت بطل حياتك،  ياله من إنتصار !

وانت وحيد لا تهاب شيء ولا يوجد لديك ما تخسره، أكبر كوابيس الإنسان هو أن يبقى وحيداً، وها انت ذا إجتزت الكابوس، فما لديك لتخاف منه  الآن؟!

أحببت الوحدة لأنني من خلالها عرفت نفسي، ورأيت العالم بمنظور جديد هاديء، شامل وحقيقي، أحببت الوحدة لأنها أتاحت لي الفرصة كي أعثر على كل ما ومن تاه مني وسط زحام حياتي وأن أجد إجابات لأسئلة كثيرة ظللت لأعوام أفتش عنها، جعلتني الوحدة أعيد التقييم لكل ما هو نفيس وما هو وضيع في عالمي.

تحتاج من وقت لآخر أن تكون وحيداً لترتب أولوياتك وتعرف ما ومن تريد حقاً في حياتك، وترى ما يمكن للعالم أن يقدمه لك، لن تستطيع روية أي من ذلك إلا وانت وحدك.


لذلك أحببت الوحدة!

Sunday, September 24, 2017

لا أنام

جافى النوم عيني، ذهب منها ولم يعد
أخدع نفسي بإنشغالي بالبحث عن أسباب، بينما أنا وحدي من يملك السبب

هرب النوم من عيني مثلما هربت أحلامي
بل ربما سُرق النوم
سُرق بمعاونتي
والسارق مخاوفي
ربما لم يهرب النوم بل أنا من هربت منه
لم أهرب من النوم فقط بل من الحياة بأكملها
أو أن الحياة هي التي هربت مني
تسللت رغماً عني ببطء  ولم أشعر بها
وحتى عندما شعرت لم أكن أملك الشجاعة الكافية للدفاع عنها
تواطئت مع من سرق روحي
ربما ساعدته أيضاً ولم أساعد نفسي
أعتقد أن الخطيئة الكبرى هي أن تكون جباناً
فالجبان لا يدافع عن حقه، حلمه، أو حتى نفسه

ا
الخوف يظهر أردأ نسخة منكومن معاني كلمة رديء في المعجم (سيء، غير محكم، لا جمال فيه) 
 
لذا فالجبناء لا يستحقون الحلم ، ولا النوم ! 

Saturday, March 18, 2017

للكذب أيضاً ألوان

كذب علي صديق عزيز في موقف لم يستدع ذلك، لم أقم بإخباره حينها بأنني عرفت

جلست أفكر لأيام لماذا قد يكذب في موقف عابرلا يتطلب ذلك، بينما الحقيقة هي الطريق الأسهل والأبسط على كلانا، لماذا غامر بمحبتي وثقتي به مستقبلاً، من أجل موقف لا يستحق، فكرت أنه ربما أنا من دفعه إلى القيام بذلك  بالضغط عليه دون أن أشعر، تزاحمت الأسئلة في رأسي، وإحتجت إلى أن أعيد صياغة أفكاري وأسأل ما الذي قد يدفعنا إلى الكذب في المطلق؟

وجدت أن للكذب ألوان مختلفة كألوان الطيف كل لون يعبرعن سبب أو دافع


نكذب لنخفي حقيقية ما أياً كانت صورتها (شعور، موقف، كلمة، شخص، فكرة، ذكرى)، لنحمي أنفسنا من خسائر قد تلحق بنا في حال التصريح بالحقيقة، ونظن حينها أن الأفضل لتلك الحقيقية أن يتم إخفائها، لكن ما هذا إلا ضيق أفق لأن حينها لا يخفي الكذب الحقيقية أو يمحوها بل فقط يؤجل ويصُعب لحظة إكتشافها.

نضطر إلى الكذب أحياناً لنصلح أو نعُدل موقفنا في حال تعرضنا لهجوم، أو لتخطي حدث أو وضع سيء علقنا به، أو دفعنا إليه أحدهم رغماً عن إرادتنا، يكون هذا الإصلاح يكون لحظياً فقط لينتهي بدفاعنا عن أنفسنا ومن ثم إنتهاء الموقف، ولكنه لا يمنع تكرار حدوثه مستقبلاً.

الخوف هو جزء أصيل في طبيعتنا البشرية، نخاف من كل مجهول عنّا، يدفعنا الخوف إلى الهروب والكذب ما هو إلا هروب من كل حقيقة في حياتنا، يأخذ الخوف أحياناً أشكال أخرى، قد يكون دافع الخوف قلة ثقة في النفس، أو غياب القدرة على مواجهة الرفض أو عدم تقبل الآخر لما نحن عليه، نفتقد الأمان فنخاف فنكذب.

نكذب أحياناً تحت شعار الحب، في سبيل أن نرضي من نحب، نُسمعه ما يحب أن يسمع ونريه ما يتمنى فقط أن يرى، أو لنحافظ على حب غير مُقدر له أن يستمر لأن الأساس الذي قام عليه هو الخداع، وما بني على باطل فلن يصلح أبداً.

إذا كانت غايتك الإنتقام فوسيللتك الأمثل هي قلب الحقائق حتى تجعلها جميعاً في خدمة هدفك، قرأت يوماً أن الإنتقام ناراً وما لتلك النار من وقود إلا االكذب

نكذب لنحمي أنفسنا أحياناً، نكذب لأننا نخشى أن نظهر حقيقة ما نحن عليه وما نشعر به ونفكر فيه
نكذب لأننا لم نؤمن بأنفسنا بالشكل الكافي الذي يؤهلنا لمواجهة العالم، أو لخوفنا على أفكارنا أو مشاعرنا

يسوقنا الجهل أحيانا إلى الكذب، لأننا لا نعرف الحقيقية ولم نكلف أنفسنا عناء البحث نلجأ إلى الحل الأسهل وهو الكذب، وقد الذي قد يكزن من خلال حكم سريع  ظالم، أو إنحياز ظالم (تحيز جائر)

يدفعنا الطمع أيضا إلى الكذب، في إمتلاك ما ليس لنا، أو في أن نكون ما لسنا عليه، فنكذب حتى نحقق المكسب السريع بدون جهد، ولكن ما يأتي بسرعة حتماً سيرحل بسرعة
 نكذب لنخفي الفجوة بين ما أردنا أن نكون عليه وبين ما نحن عليه فعلاً، أو لنخلق عالماً يشبه ما حلمنا به ولم نجده أو فشلنا في الوصول إليه.

هناك دوافع وأسباب أخرى للكذب لكن ربما لم أختبرها بعد، الكذب هو فعل مذموم في كل معتقد دنيوي وسماوي، لكنه خطيئة نفعلها يومياً ولن نتوقف عن فعلها طالما وجد البشر على الأرض ولكن على قدر بساطة إرتكابها على قدر عظم إثرها، خطره في أن تعتاده فبذلك تكون إعتدت الزيف،  وتكون كمن مر في الحياة دون أن يعيشها.

تذكر أن الكذب ما هو إلا حبل، متى بدا بالإلتفاف سيلتف حول أقرب عنق له وهو عنقك أنت!
 



Saturday, December 3, 2016

الجوازة باظت


بعيداًعن الظروف الاجتماعية وإن  نجاحك في إستمرار حياتك كفرد في بلدنا توازي تحقيقك لكاس العالم فما بالك بإنك تاخد قرار إنك كمان تكون أسرة. أنا عيازة أسأل سؤالين ( إحنا بنتجوز ليه، إحنا مبنتجوزش ليه؟)


نيجي للأول يا ترى الناس بتتجوز ليه؟

الحب

ده السبب المثالي الرومانسي  الكلاسيكي اللي ممكن الناس تتجوز عشانه، اتنين بيحبوا بعض فيقرروا يتشاركوا لباقي حياتهم


الهروب

يا من أسرة متسلطة يا هروب لتحقيق أماني يا من ضغط إجتماعي يا من تجارب فاشلة، بنات كتير أعرفهم شخصياً وأضعافهم معرفهمش، إتجوزوا عشان يخرجوا بره بيت أهلهم، عشان يبعدوا عن تحكم الأهل الزايد أو التضييق عليهم أو يهربوا من منعهم من حاحات كتير أي كانوا فاكرين إن الجواز هيحققهالهم، أو لتحقيق أحلام مقدروش يحققوها في بيوتهم، وولاد كتير إتجوزوا عشان يهربوا من إنهم يعملوا حاجة حرام، فهو مش بيتجوز عشان الجواز نفسه هو بيتجوز عشان يهرب من إنه يمشي في سكة معينة



 تحقيق سبق أو إنجاز


إعتبار خطوة الجواز في حد ذاتها سبق أو إنجاز الشخص بيحققه في حياته، بتخلي الناس تعمل كده لإنه إنجاز سهل إلا حد ما لو عندك بابا وماما هيساعدوك مادياً وإنت كل اللي مطلوب منك تقول/ي عايز/ة أتجوز، في الحالات دي بنشوف النموذج بتاع الأب والأم اللي إنت مش عارف هم خلفوا عيال ليه، وبيبقوا طالقين عيالهم على البشرية وملهمش أي علاقة بيهم نهائي غير في الصور اللي بينزلوها علي فيس بوك أو انستجرام، بس بيجوزوا عشان هم مقدروش يحققوا أي إنجاز تاني في حياتهم فبيخلوا الجواز وتكوين عيلة أو عزوة  إنشاالله  في الصور والمناسبات بس ده إنجازهم







ليه نفس الناس أو حتى ناس غيرهم عادي مش عايزة تتجوز؟



 الإختيار
إحنا مش بيتاح لينا الإختيار بشكل كبير، اللهم إلا ناس قليلة
باقي الناس بيختاروا شريك حياتهم بمبدأ (أحسن الوحشين) اللي قابلوهم، وده اللي بيكون سبب من أسباب حالات الطلاق المبكراللي بقت منتشرة جداً، إن الناس لما بتختار شريك حياتها مبتختارش صح  فيه اللي بيغمض عينه وعقله  عن حقايق موجودة وبيمشي ورا قلبه بس،  وفي اللي بيحسبها بس بالورقة والقلم كأنها صفقة أو شغلانة ويكمل على كده وفي الحالة الأولانية اللي بيحب بيفوق بعد فترة وبيبدأ يستوعب الحقايق اللي حواليه، واللي بيقضي مدة هيجيله وقت وميبقاش عنده لا دافع ولا طاقة للإستمرار

المسئولية

فكرة إنك تكمل مع شخص واحد باقي باقي حياتك، وكمان تكونوا أسرة وإمتداد ليكوا على الأرض دي مسئولية مرعبة، وناس كتير بتقول إنها قدها ووقت الجد بتفلسع، وعلى قد ما بتشوف نماذج رجالة رامية طوبة بيتها وعيالها (لو في)  ورامية كل المسئوليات على الأم ودورهم في العيلة زي أدوار ضيوف الشرف في المسلسل، أو ستات مش مؤهلة للمسئولية دي وكانت فاكرة إن الجواز عزومات ومناسبات إجتماعية بس، على قد ما بتترعب يكون ده مصيرك في يوم. لأن القدرة على تحل المسئولية بجد مش هتظهر غير في وقت المسئولية ده، زي البطيخة يا طلعت حمرة يا لامؤخذة قرعة


الخوف

لأن إحنا لسه عندنا فكرة سائدة إن فشل زواج معناه فشل حياة وطبعاً ده بيطبق على الست أكتر بكتير، فإن انتي تُقدمي على خطوة الجواز دي معناه إنك بتاخدي خطوة حياة أو موت لو منجحتش وإتطلقتي مثلاً المجتمع هيعلم عليكي، وهتبقي مواطنة درجة تانية حتى لو كسبتي تلاتة نوبل في مجالات مختلفة أو وصلتي مصر كاس العالم، ولو كنتي خلفتي عيال فده معناه إنك مطالبة تسلمي نمر خلاص وتعتبري إن حياتك إنتهت أحسنلك عشان لو فكرتي في نفسك أو فكرتي تبدأي حياة جديدة الأسرة والمجتمع والناس ومجلس الأمن هيحاسبوكي حساب ملكين (إلا في حالات قليلة)، في خوف تاني كمان هو الخوف من الملل، وهو لما الروتين بيسيطر على الحياة لدرجة أنك تحس إن حياتك كلها يوم مكرر وبيتعاد، نفس الشخص وبتعملوا نفس الحاجات بنفس الطريقة مع نفس الشخص، مع غياب لغة حوار وصراحة ممكن جوازات كتير تبوظ بسبب الملل ده



التغيير

كلنا بنتغير مع السن والخبرات اللي بنكتسبها في الحياة، فالإتنين اللي قرروا يتجوزوا في نص العشرينات عن حب وإقتناع وتفكير، مش هيكونوا هم نفس الإتنين بعد خمس سنين إهتمامتهم وآرائهم وأفكارهم أكيد هتتغير، فهل إنت/ي هتقدر/ي تتقبل تغيراتك وتغيرات شريكك أو شريكتك دي؟
هل هتعترفوا بالتغيير أصلا ولا هتعلقوا على شماعات النكد والعيال والأقساط؟، هل هتحارب/ي عشان تكملوا وتحاولوا تخلوا أي تغيير بيحصلكوا ده دافع لإستمرار حياتكوا ولا هتستسلموا وتنزلوا بشعار " مش ده فلان/ة اللي حبيته أو اتجوزته"، وتضطروا تكملوا مع بعض تقضية واجب إجتماعي أو عشان العيال


لو لقيت الشخص اللي مستعد تصحى كل اليوم الصبح تشوفه (أو حتى معظم الأيام) ، مستعد تمشي معاه في طريقه ويبقى هو كمان جزء من طريقك، ومستعد تظهرله حقيقتك وتتقبل حقيقته إتجوزه، بس متتجوزش عشان تبقى زي إخواتك أو أصحابك، أو عشان كبرت/ي، عشان اللي هتحسه في الحالتين محدش هيحسه غيرك.


Saturday, October 8, 2016

إعتاد على ان لا تعتاد !


أيقتل الإعتياد الشغف أم يقتل الإحساس
أذكر سعادتي أول مرة تم نشر مقالة لي، كدت أجن من فرط الحماس وفرط الأدرينالين
قل هذا الحماس تدريجياً، حتى أصبحت لا أشعر بشيء على الإطلاق
يأتي الحزن أول مرة ثقيلاً، كحجر جاثم على قلبك تشعر بثقله في كل لحظة
ثم تعتاد الحزن حتى لا تشعر بقدومه، وبمرور الوقت يصبح جزء منك
كذلك الألم في بدايته يكون غير محتمل حتى تألفه فيما بعد، بل وتشعر بغربة وغرابه دونه

متى إعتدنا كل ذلك وكيف ولماذا؟

إعتدنا مذ فقدنا الروح، وأصبحنا كالإنسان الآلي مع فارق وحيد وهو أننا نتنفس الهواء لكن لا نستنشقه
دقات القلب لا تتوقف لكن لا نشعر بها
تمر الأيام متشابهة تغيب عنها الحياة
إعتدنا عندما فقدنا الشغف بأي شيء، عندما تاهت الأسباب والدوافع لأي فعل، وأصبحت القرارات أوتوماتيكية بلا إحساس، والمشاعر جوفاء باردة

إعتدنا عندما أضعنا الحياة وسُرق منا الأمل

قد يسرق الحزن منك ساعات أو أيام أو حتى سنين، لا يهم فسيكون هنالك دائماً فرصة للتعويض
 لكن إن سرق منك روحك فلا مجال لتعويضها أو إستبدالها، بل ولا مجال للحياة نفسها.
فإذا أردت أن تعتاد شيءً، فإعتاد على أن لا تعتاد !